الممثلون الدائمون للأحزاب في الساحة السياسية

أحسن درس يقدمه بعض محترفي العمل الحزبي والانتخابي في السنوات الأخيرة، هو إقدامهم على حضور ندوات علمية وثقافية في بعض المدارس والمعاهد العليا بمختلف التخصصات.
وكأن حال لسانهم يقول لهؤلاء الطلاب: “عندما التحقتم بالدراسة صغارا، كان “المقيمون الدائمون” في الأركان العليا لأحزابهم، الماثلون أمامكم اليوم، يقودون هذه الهيئات الحزبية؛ وعندما حصلتم على شهادة الدروس الإعدادية، كانوا لا يزالون في مناصبهم؛ وعندما نجحتم في امتحان الباكالوريا والتحقتم بالتعليم العالي، قام هؤلاء “المقيمون الدائمون” بتعديل القوانين الداخلية لأحزابهم، لضمان بقائهم في مناصبهم، ولتعدل هذه القوانين في كل مرة بما يساير فكرهم وعصرهم… وكراسيهم، التي أقسم جلهم ألا يتركوها ما داموا على قيد الحياة”.
دون الخوض هنا في مصدر أموالهم، وفيلاتهم، ودراساتهم، وأكلهم وشربهم، وسفرياتهم، وسياراتهم الفارهة، ولهو بعضهم… يفهم الشباب أنه لا جدوى من الاقتراب من “حدائق” هؤلاء القوم؛ لذلك نلاحظ ارتفاعا مستمرا في نسبة العزوف عن الانتخابات، حتى بات الأمر يهدد أسس الديمقراطية في البلاد.
وعندما وصلت الأمور إلى هذا المنحى الخطير، سارع “الممثلون الدائمون” لأحزابهم في الساحة السياسية إلى مطالبة الدولة بمزيد من الدعم المالي، قصد تنظيم حملات تحسيسية لإقناع الشباب بالالتحاق بالأحزاب والمشاركة في العمليات الانتخابية لإنقاذ الوضع… ذلك الوضع الذي لا يمكن إنقاذه، في الحقيقة، إلا بذهابهم، أحياء أو أمواتا.
الدكتور بالقاسم امنزو
تعليقات 0