الرباط.. تقديم كتاب “الحلي والزينة في المغرب، متحف الأوداية”، إبراز لتنوع وغنى فن المجوهرات المغربية

تم، يوم الثلاثاء بالرباط، تقديم كتاب “الحلي والزينة في المغرب، متحف الأوداية”، الذي يعد تكريما لغنى وتنوع الصناعة التقليدية المغربية عامة، ولقطاع الحلي والمجوهرات خاصة. ويبرز هذا الكتاب، الذي تم إصداره تنفيذا للالتزامات المنصوص عليها في الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمؤسسة الوطنية للمتاحف ومؤسسة دار الصانع، أهمية هذه الحرفة العريقة المتوارثة عبر الأجيال منذ القدم، بين نساء ورجال من الحرفيين والمعلمين عبر ربوع المملكة.
ويعتمد هذا الإصدار على المجموعات الرفيعة لمتحف الأوداية الوطني، وعلى مساهمات خبراء ومؤرخين بارزين، ليكشف عن جوانب متعددة من فن المجوهرات المغربية الحضرية و القروية والصحراوية، مبرزا البعد التاريخي والجماليات والرمزية.
وتسعى المؤسسات الشريكة الثلاث، من خلال هذا الكتاب، إلى تعزيز إشعاع التراث الحرفي والمتحفي الوطني، وتشجيع تبادل وتقاسم الخبرات والمعارف، على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، أن هذا الكتاب يعد وثيقة للتأريخ تبرز أصالة وعراقة الحلي والتحف المغربية، مضيفا “نفتخر دائما بتراثنا وحضارتنا وثقافتنا، لذلك يجب أن نحافظ ونؤرخ ونوثق هذه الثقافة”.
وأوضح السيد السعدي أن هذا الإصدار يُغني الخزانة الثقافية ويسلط الضوء على أهمية الحرف المتعلقة بصياغة الحلي والمجوهرات والحرفيين الذين أبدعوا على مر العصور وساهموا في إنتاج هذه التحف، مسجلا أن هذه الإبداعات دليل على تقدير المجتمع لمساهمات المرأة المغربية.
كما أبرز أن الكتاب ينقل للمواطنين والمواطنات وكذا إلى العالم أجمع العادات والتقاليد والمعارف المغربية التي يتم الحفاظ عليها في مختلف المتاحف، حيث أنه يصور كل قطعة على حدة ويعرف بكل جزء منها وبدلالتها ورمزية أشكالها، مؤكدا أن كتابة الدولة، بالتنسيق مع الفاعلين في قطاع الحلي، ستعمل على النهوض بهذا المجال لإعطائه دفعة قوية واعتماد منظومة حقيقية له.
من جانبه، عبر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، عن اعتزازه بهذه الشراكة التي أثمرت إصدار هذا الكتاب من أجل التعريف بهذا الإرث الفريد والتراث الغني والمتنوع من الحلي والمجوهرات بمتحف الأوداية، مسجلا أن “هذا الإرث ليس ملكا للمتحف، بل هو ملك للمغاربة قاطبة”.
وبعدما أكد على أهمية تشجيع الشباب على زيارة المتاحف، أشار السيد قطبي إلى أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ستكرس نسخة هذه السنة من ليلة المتاحف لفئة الشباب.
وتابع السيد قطبي، في هذا الصدد، أن هذه المبادرة ستمكن الشباب من التعرف على تنوع تراث بلدهم، والافتخار بالغنى المتفرد لثقافتهم.
من جهته، أبرز المدير العام لمؤسسة دار الصانع، طارق صادق، أن هذا الكتاب يسلط الضوء على الحلي والمجوهرات المغربية باعتبارها جزءا متميزا من التراث والصناعة التقليدية بالمملكة.
وأوضح السيد صادق أن الكتاب يسعى إلى التعريف بهذه المجوهرات التي تعد مفخرة للمغرب، من خلال الغوص في الماضي والعودة إلى عهود تاريخية بعيدة، والتركيز على تفاصيل دقيقة عن الحلي وتاريخ صنعها.
وتم خلال هذا الحفل تقديم عرض حول الخطوط العريضة لاستراتيجية كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني الرامية إلى إرساء منظومة حديثة، شاملة وتنافسية لقطاع الحلي بالمغرب.
ووفقا لكتابة الدولة، فإن قطاع الحلي المغربي يعرف نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الإقبال المتزايد على المستويين الوطني والدولي على إبداعات تمزج بين الأصالة والحداثة وتعكس الهوية المغربية بكل تجلياتها.
وأشارت إلى أنه “رغم أن حجم صادرات القطاع لا يعكس بعد كامل إمكانياته، إلا أن صادرات المغرب من الحلي سجلت معدل نمو سنوي متوسط بلغ 31 في المائة ما بين سنتي 2019 و2024”.
تعليقات 0