حزبيون يذكّرون الشعب بفشلهم

تدخل الملك، أمير المؤمنين، بحكمته وبعد نظره، لينقذ البلاد والعباد من كارثة حقيقية كانت ستقع خاصة في “المقابر الجماعية” التي يسميها “المنهشون” العقاريون بالسكن الاقتصادي، والأحياء السكنية المكتظة بالسكان، والشعبية منها، والأسواق الأسبوعية، وأهاب بالمغاربة إلى العدول عن نحر أضحية العيد هذا العام. 

هذه حكمة الملك الذي اتخذ القرار بناء على معطيات دقيقة ستليها بالتأكيد قرارات أخرى تخص القطاع المعني، لكن بعض الحزبيين ومن تبعهم، لا يناقشون الموضوع إلا من زاوية المزايدات السياسوية ويفرقشوا (من الفراقشية) القضية من أجل التشويش وابتزاز أطراف أخرى لأهداف انتخابية أو شعبوية بالتركيز على أحشاء الخروف والماعز (الدوارة) التي تخضع لمعادلة العرض والطلب في هذه الظرفية. 

في هذا الإطار، طلب أحدهم من عرابه في إحدى الدوائر الانتخابية تنظيم لقاء حزبي في يوم يصادف السوق الأسبوعي في المنطقة لضمان حضور جماهيري، حيث روج قبل ذلك أن  “الوزير” سيستمع لمشاكلهم، ليكتشفوا يوم اللقاء أنه “وزير سابق” تمت إقالته بناء على تقرير مؤسسات دستورية في البلاد، وخلص ذكاء حكماء المنطقة أن “السابق” و”الأسبق ” اجتهد لتكييف المظهر الخارجي لوجهه ورأسه وتزيّا بالقلائد والسلاسل حول معصم يده، مما يؤكد أن هوسه مَرَضي لذلك نصحوا عرابه بأن يرافقه لزيارة ضريح المنطقة لعل وعسى أن يشفى من مرضه الشخصي وخاصة مرض الكذب على الناس واستغبائهم، وهذا والعياذ بالله مرض يصعب علاجه عندما يصبح صاحبه أول المصدّقين لأكاذيبه وافتراءاته ومناوراته. 

اللقاء كان فقط من أجل أخذ صور “للزعيم” مع جماهير السوق الأسبوعي ليتم تسويق ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي على أساس أن الحزب متجذر في الجبال والسهول والهضاب، كما سيتم استعمال نفس الصور والفيديوهات لإيهام أحزاب في دول أخرى بأن هذا الحزب له امتدادات جماهيرية في البلد، لفتح قنوات التواصل معهم وتنظيم زيارات (سفريات) للزعيم ليقدم لهم خلالها “وصفته السحرية”. 

لكن التعاليق الواردة على كل ما نشره التابعون، كانت تلخص ما مفاده أن المعني بالأمر (الرئيس الدائم) جاء ليذكر الناس بفشله، وهنا يمكن القول أنه ولو حرمهم من “نعمة النسيان”، حين نسوا الأفعال والفاعل، لكن هذا في حد ذاته يبقى إيجابيا، حيث سيمكّن الشباب من استخلاص الدروس والعِبَر الواجب استخلاصها. 

وبه وجب الإعلام والسلام !!

الدكتور بالقاسم امنزو