الطاهر اليوسفي، رئيس الحي الحسني، أنموذج المنتخب الصادق 

أنيق الحوار، عذب الكلام، ينتقي الكلمات التي تجري على لسانه بعناية، سواء استقبل رجلَ أعمال أو امرأةً معوزةً أو معطلاً أو تلميذاً او طالباً أو إطاراً في شركة عابرة للقارات أو عاملَ نظافة أو منتخباً أو مقاولاً أو منعشاً عقارياً أو استقبل أحدَ أعيان المنطقة….

الكلام هنا عن الحاج الطاهر اليوسفي رئيس مقاطعة الحي الحسني بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء. 

 أنيق كذلك في غيابه وفي صمته حين تشتد المناورات بين المنتخبين لأهداف انتخابوية او “نفعية” أو ما جاور ذلك. 

بالإضافة إلى هذا الإستعداد الفطري للمعرفة والتواصل والتواضع، فإن تكوينه الجامعي بفرنسا في ميدان الإعلام والتواصل والعلوم السياسية، ساعده على ذلك ومكّنه من اكتساب مناعة فكرية وثقافية وسياسية وتواصلية. 

في الانتخابات المحلية أو البرلمانية، لا يبحث الطاهر اليوسفي عن التزكية، أو يناور للحصول عليها، أو يبرم صفقات ويدخل في تحالفات،  وإنما هي (التزكية) مَن تغازله وتفتح معه مبكرا قنوات التواصل من أجل الإعتناء بها وبلونها.

أثناء الحملة الانتخابية السابقة، ذهب بعض أعضاء الحزب الذي ترشح الرجل باسمه، مخاطبين في جولة ميدانية، مجموعة من النساء في منطقتي الحي الحسني وليساسفة، من أجل اقناعهن بالتصويت لفائدة الرمز الانتخابي للحزب، فكان ردهن عفويا ومعبرا يحمل دروسا وعبرا، إذ قلن لمخاطبيهن: “لا حاجة لنا برمزكم ولا بحزبكم ولا بشعاركم ولن نصوت لصالحكم ولا لصالح حزبكم وإنما سنصوت لفائدة الحاج الطاهر”.

اما شباب المنطقة واطرها ومثقفيها، فجلهم يوجه التصويت لفائدته، دون أن يطلب منهم ذلك، حيث يعرفون جيدا ما يقع في كواليس المنطقة وما يجري تحتها.  

وكذلك كان يوم الإقتراع، إذ تصدرت لائحته نتائج الدائرة الانتخابية المكونة من ثلاثة باشويات، (الحي الحسني، الولفة وليساسفة)، وكان نواب المترشحين الآخرين يرددون مباشرة بعد إغلاق مكاتب التصويت: “الحاج الطاهر هو الرئيس”… وكذلك كان. 

حتى منافسوه في الدائرة المحلية وفي المقاطعة وفي مختلف مرافقها، يعترفون جهرا وسرا بذلك، بعدما لم يجدوا ما يوثقونه من أجل ابتزازه للخضوع لمناوراتهم، بل إن بعضهم يتوسل إليه لمساعدتهم في الحملة الانتخابية لكي يحصلوا على العدد الكافي من الأصوات لبلوغ العتبة، و هو ما يستجيب له بمرافقتهم في بعض الأحياء، طالبا من سكانها التصويت عليهم، بعد أن اقسموا أنهم لن يناوروا كما ناوروا سابقا.

في علاقته مع السلطة المحلية، يعرف الرجل المسافة التي يجب الحفاظ عليها وطرق التواصل والترافع من أجل خدمة ساكنة المنطقة وتنميتها والدفاع عن مصالحها ومشاريعها في مجلس المدينة ومجلس الجهة ومجلس العمالة حيث يحظى بالاحترام والتقدير لدى التحالف والمعارضة في آن واحد… نموذج للمنتخَب المناسب لمغرب اليوم الذي لا يُشبه في شيء مغرب الأمس.

منصة عالم التواصل..الحي الحسني: محمد يونس