الباك وميكروفونات التفاهة 

في كل سنة بمناسبة إمتحانات الباكالوريا، ترابط بعض الميكروفونات أمام مراكز وقاعات الإمتحانات، ربما بعناية خاصة، وربما بخلفيات أخرى، لاستسقاء آراء بعض المرشحين، خاصة الكسالى منهم، حول ظروف الإمتحان والأسئلة، لينقلوا تلك التصريحات على أساس أنها واقع الحال بمعايير وضوابط علمية. 

والحال أن ما يتم نقله بالصوت والصورة لا يمثل سوى رأي فئة جد قليلة، لم تتمكن من مسايرة إيقاع الدروس، لظروف ما، كما وقع ربما لعدد من حاملي هذه الميكروفونات المتجولة الذين أصبحوا يؤثثون  المشهد الإعلامي، حيث لا يرون أي مانع في من نقل ما لا يمكن نقله، وخاصة بالطريقة التي يتم بها نقل ذلك والنفخ فيه…

مَن يتابع ما يتم نقله على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، بطريقة توضح بما لا يدع مجالا للشك مستوى حامل الميكروفون، يدرك ان ثقافة التفاهة غزت وما زالت تغزو الواقع والمواقع. 

في هذا الإطار، يتساءل الجميع: ما معنى أن يتم التركيز على تصريحات عشرة مرشحين أو حتى مائة او ألف من بين نصف مليون مرشح هذه السنة ومحاولة إظهار ذلك على أساس أنه واقع الحال، حيث يجب أن تكون جرعة البلادة مرتفعة ليصدق الإنسان ما يسمعه عبر ما يقال وكيف يقال… وأين يقال؟!

مِن بين نصف مليون مرشح، يتم نقل فقط آراء عشرة مترشحين، لرسم صورة عن ثقافة الكسل لدى الباقي، وعند الجميع، وربما في عالم التفاهة تكون استطلاعات الرأي العام التافه بناء على عينة تمثيلية تافهة وأدوات تافهة وهذه هي الكارثة العظمى التي ما بعدها كارثة… بكل المقاييس !!!

منصة عالم التواصل..