الإحساس بالغير

الإحساس بالغير هو القدرة على فهم مشاعر ووجهات نظر الآخر وقراءة ملامح وجهه، وكشف الصمت المشحون بالمشاعر والأحاسيس، واستكشاف النظرة المليئة بالمعاتبة والإيماء المفعم بالدلالات.
الإحساس بالغير هو قيمة إنسانية، تخلق مع الشخص وتنميها العائلة إذا كانت هذه القيمة شائعة بين الأهل، نلمسها عندما نرى أحدا يقوم بمساعدة رجل عجوز يحاول عبور الشارع، أو مساعدة شخص مكفوف تجنبا لخطر شائك يجهله، أو امرأة حاملا تريد حمل أغراض ثقيلة وتنتظر أن يلتفت إليها شخص ما لمساعدتها.
الإحساس بالغير قيمة يمكن أن تدرس منذ الصغر عن طريق القدرة على الملاحظة، من خلال اللعب وعن طريق التمارين، حيث سيتمكن الطفل من القيام ببعض الاستنتاجات التي قد تكون صائبة أو خاطئة، ومع التكرار ستصبح دائمة وسيقوم بالتعبير عنها باختيار الكلمات المناسبة للشيء موضوع الملاحظة.
مهارة الملاحظة هي أساسية لتنمية الإحساس بالغير، تليها القدرة على الاستماع إلى الحدس. هذه القدرة موجودة لدى كل الشخص، ويكمن الفرق بين صاحب الإحساس بالغير والآخرين في قمع هذا الإحساس وعدم الإنصات عندما يتجلى بداخله.
هذا الإحساس يكون دائما يقظا عند ذوي القلوب الطيبة حيث يكون مستوى إحساسهم عال لأنهم يريدون الخير للناس، لا يحسدون ولا يغارون، طيبوبتهم تمكنهم من التقاط الرسائل بكل سهولة، وبالتالي التمكن من الإحساس بما يشعر به الآخر من حزن واكتئاب وحاجة الى المساعدة.
الإحساس بالغير هو مهارة نقوم بمدحها في جميع التكوينات التي تهتم بالتطوير الذاتي، وبهذه الخاصية يمكن للأجير فهم تصرفات رئيسه واختيار الوقت المناسب لطلب الزيادة في الأجر، إذ بالملاحظة “التأملية التأويلية” للملامح، للنظرة، لنبرة الصوت يتمكن من تفادي المواجهة السلبية.
تطوير هذا الإحساس في العلاقة الزوجية يمكنه أن يؤدي إلى تجنب الصراعات القائمة بين الرجل والمرأة. فالحركات الجسدية، النبرة الصوتية، طريقة الإجابة على الاسئلة المطروحة كلها إشارات توحي أن الأفضل في الوقت الحالي هو الابتعاد عن المواجهة لتفادي صراعات حتمية قد تؤدي إلى كسر العلاقة الزوجية.
بتطوير هذا الإحساس داخل المدرسة، في المنزل أو العمل، قد نتمكن من إنشاء مجتمع أقل عنفا يتصرف مع الغير في الوقت المناسب متفاديا المواجهات المجانية، واختيار الظروف الملائمة لحل المشاكل العالقة بدون غضب أو رد فعل قد لا تحمد عقباه.
Mme Soleil De la Voix
تعليقات 0