بويبلان: إكتشاف معدن جد نفيس ونادر

“قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”. بهذه الآية الكريمة من سورة سبأ، يجيب أحد كبار حكماء منطقة بويبلان، كلما سأل سائل عن أسرار الكَنْز المكتشَف بمنطقة بويبلان، والذي حيّر الفضوليين والانتهازيين والسماسرة بمختلف ألوانهم وحيلهم، وأغلب المنتخبين الذين قاموا بعدة محاولات للاسفادة من هذه النعمة، قبل أن يفشلوا فشلاً ذريعاً تحوّل إلى نقمة يتوارثونها وبئس المصير.
بعد ذلك، يُضيف الحكيم، هذا الكنز موجود ويمكن رؤيته عن قرب والتأكد من صحة معدنه، حيث تلامسه العين المجردة، والقلب الصادق واليد الطاهرة، لكن شروط الاستفادة من نعمته تبقى رهينة بتحقيق توازن بين إرادة الله سبحانه وتعالى وإرادة خلقه، موضحاً “أن تلك نعمة الله يمنحها لمن يشاء”.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وأصبح الجميع يسأل عن موقع المنطقة، التي بدأ البعض يصفها ب”خليج هناك”، دون توضيح، حتى أن بعض بائعات الهوى من بعض الدواوير الأفريقية قصدن المنطقة في نفس الأسبوع بحثا عن الملاهي الليلية والعملة الصعبة وما يدور في فلكهما، غير أن تضاريس المنطقة رفضتهن لأسباب “عطرية”، (من العطر)، حيث لم يتوافق ولم يتناسق عطرهن مع عطر الجبل، وعُدن إلى حال سبيلهن بعد أن قضين عدة أيام في ضيافة أحد الرعاة في داور قريب من منعرج الخروج من المنطقة.
إنتشار الخبر على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، قاد أيضا بعض “العمال في ميدان الغناء” الذين حلوا بالمنطقة من أجل الاشتغال وخلق الفرجة بعين المكان، غير أن ما كانوا يريدون قوله وتقديمه وبيعه ظهر متجاوَزا أمام الإبداع المحلي الذي يتميز بعمق كلماته وشعره وزَجَله ومعانيه.
أصبحت المنطقة قبلة للجميع، والكل يسأل عن السر والكنز والمعادن الثمينة والنادرة التي تظهر بكل وضوح على وجه كل أبناء المنطقة، حيث أن “وجوههم تتلألأ بالنور..
هؤلاء ليسوا بأنبياء ولا شهداء.. ولكنهم قوم تحابوا في الله”.
كبير حكماء المنطقة يلخص كل هذه النعم التى أنعم الله بها على المنطقة في “الرجولة والشجاعة والصدق”. وكل حكماء العالم يقولون له: صدقت أيها الحكيم.
بقلم الدكتور بالقاسم امنزو
تعليقات 0