المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء.. المسرحية الإيطالية “قصص رائعة لبقية الحياة” تتوج بالجائزة الكبرى للدورة الـ37

الدار البيضاء – أسدل الستار، الثلاثاء، على فعاليات الدورة الـ37 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بتتويج العرض الإيطالي “قصص رائعة لبقية الحياة” بجائزة أفضل عمل مسرحي لهذه الدورة. وشهد هذا المهرجان، المنظم ما بين 11 و15 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة فرق مسرحية جامعية من إيطاليا، وألمانيا، وأرمينيا، وتونس، إلى جانب فرق مغربية، تحت شعار “المسرح والدبلوماسية الفنية والثقافية”.
وخلال حفل الاختتام، كشف أعضاء لجنة التحكيم عن قائمة غنية ومتنوعة من الجوائز، عكست جودة العروض المسرحية المتنافسة.
فإلى جانب تتويجها بالجائزة الكبرى لأفضل عرض، حصدت المسرحية الإيطالية “قصص رائعة لبقية الحياة”، أيضا، جائزة أفضل إخراج، نالها المخرج كلاوديو دي ماغليو.
أما جائزة أفضل دور نسائي فقد عادت مناصفة لكل من فريا ساندي (ألمانيا) عن مسرحية “فتيات كاليفورنيا”، ووصال بن مرزوق (تونس) عن مسرحية “إليكِ، معلمتي”.
وآلت جائزة أفضل دور رجالي، مناصفة، لكل من أحمد العلوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية) عن مسرحية “ريد”، وياسين زروك (كلية اللغات و الفنون و العلوم الإنسانية بسطات) عن مسرحية “منامات جَحجُوحة”.
وفي ما يخص جائزة أفضل أداء جماعي، فقد عادت، مناصفة، إلى العرض المسرحي “عرض أغنية الذعر” (أكاديمية المسرح في روما صوفيا أميندوليا – إيطاليا)، ومسرحية “منامات جَحجُوحة” (المغرب)، بينما آلت جائزة السينوغرافيا إلى مسرحية “فتيات كاليفورنيا” (ألمانيا).
من جهة أخرى، منحت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم لمسرحية “إليكِ، معلمتي”، التي قدمها المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس.
وفي كلمة خلال حفل الاختتام، أشاد رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حسين أزدوك، بالانخراط الفاعل للشباب الجامعي في الإبداع الفني، مؤكدا أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء يبرهن، دورة بعد أخرى، على أن الجامعة ليست فقط فضاء للمعرفة، بل أيضا حاضنة للثقافة والمواطنة والإشعاع الدولي.
وأكد أن حيوية المسرح الجامعي تجسد القدرة الجماعية على الجمع بين التميز الأكاديمي والإبداع الفني، مشددا على أهمية انخراط الطلبة المغاربة في هذا النوع من السياقات الدولية.
وأضاف: “إنهم ليسوا مجرد متفرجين، بل هم فاعلون في عملية التبادل الثقافي. وهذا ينمي وعيهم المدني، ويحفز فضولهم، ويعزز شعورهم بالانتماء إلى عالم متغير تلعب فيه الثقافة دورا محوريا”.
من جانبها، أكدت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، رئيسة المهرجان، ليلى مزيان، على دور المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء كرافعة للدبلوماسية الموازية.
وأوضحت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار شعار “المسرح والدبلوماسية الفنية والثقافية” لم يكن اعتباطيا، بل يعكس رغبة في إبراز دور المسرح كأداة للتقريب بين الشعوب، ووسيلة لنقل قيم الانفتاح والسلام والحوار التي يحملها المغرب في الساحة الدولية.
من جهته، نوه مدير المهرجان، محمد أرحليمو، بالمستوى الفني للأعمال المشاركة، مؤكدا أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء بلغ نضجا فنيا ملحوظا.
وأضاف: “العروض المقدمة تناولت قضايا عميقة بأسلوب مسرحي متقن. لقد رأينا شبابا واعيا، مبدعا، وملتزما”، مؤكدا أن المهرجان سيواصل دعم مسرح جامعي حي، جريء، وهادف.
وبالموازاة مع العروض المسرحية، أتاح المهرجان للمشاركين العديد من المحترفات التكوينية أطرها خبراء دوليون، همت تقنيات مسرح الصورة، وفن التحول، والقناع وجسد الممثل وسفر الإبداع، والتقنيات المشهدية.
ويعد المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي انطلق سنة 1988، فرصة هامة للقاء والتكوين وتأطير الشباب الذين يحجون إليه من كل بقاع العالم، وملتقى دوليا للتجارب المسرحية والإبداعية وتلاقح الثقافات وحوراها بين شبيبة العالم من طلبة ومحترفي المسرح والباحثين والمبدعين من داخل المغرب وخارجه.
تعليقات 0