الزراردة/تازة: من شبهة تزوير إلى أخرى أكثر غرابة 

ما زالت جماعة الزراردة التابعة لدائرة تاهلة بعمالة إقليم تازة، تسبح فوق أمواج الفضائح التي تتضارب وتتداخل مع بعضها البعض، هذه الأيام على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي. 

بعد فضيحة التزوير المفترضة في وثائق  رسمية، والتي لا تزال قيد التحقيق من طرف النيابة العامة المختصة بتازة، طفت على السطح قضية أخرى لا تقل خطورة عن الأولى، مما جعل الجماعة مؤخرا فوق صفيح ساخن، وقد تكون انعكاسات ذلك وخيمة على المجلس برمته. 

ملخص هذه الفضيحة الثانية يتمحور حول تسريب شهادة طبية تخص أحد المستشارين بالمجلس، وقد تم وضعها بتاريخ 3 أبريل 2025 بإدارة المجلس لتبرير غياب هذا المستشار عن أحد الإجتماعات، والحال أن “المعني بالأمر كان متواجدا في هذه الفترة خارج أرض الوطن”، حسب ما يروج على عدة صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي. 

للتأكد من صحة هذه المعلومات، المتداولة على الشبكة العنكبوتية، اتصلت منصة “عالم التواصل” بالطبيب الموقع على الشهادة الطبية موضوع الجدل، حيث أكد أن “الوثيقة المشار إليها سليمة ولا دخل لعيادته في الصراع القائم حاليا بين بعض اعضاء الجماعة”. 

بعد تسجيل تصريح الطبيب، اتصلت منصة “عالم التواصل” بالمستشار المعني بالأمر والمتواجد حاليا بفرنسا، حيث قال “إنه لم يعد يتذكر بالضبط وضعيته في تلك الفترة نظرا لسنه (73 سنة) وحالته الصحية التي تتطلب عناية خاصة ومراقبة طبية مستمرة وتقييمًا منتظمًا من لدن أخصائيبن في المغرب وفرنسا”. 

بعد هذا التوضيح، أكد أن “هدفه من دخول الجماعة هو خدمة منطقته بكل صدق ونزاهة”، نافيا علمه بهذه الوقائع التي استنكرها بشدة، ومؤكدا “عزمه على إبلاغ المصالح القنصلية المختصة في فرنسا، لحماية نفسه من أي تاويلات أو تلاعبات قد تطال الشهادة موضوع الجدل، والتي تتجول الآن على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، قبل قدومه إلى المغرب ليستفسر رئيس المجلس عن هذه الوقائع وتقديم استقالته من الجماعة”. 

تحليل تصريح الطبيب الموقع على الشهادة الطبية موضوع الجدل وأقوال المستشار المعني بالأمر  يفتح باب الفرضيات والتساؤلات على كل الاحتمالات، التي يضعها المحققون في الحسبان للوصول إلى الحقيقة. 

فقد يكون أحد المسؤولين الجماعيين هو من رافق أحد الأشخاص عند الطبيب وقدم له هذا الشخص، على أساس أنه فلان الفلاني، مستغلا ثقة الطبيب في الجماعة ليحصل على تلك الشهادة الطبية لتبرير غياب المعني بالأمر؛

 وقد يكون هذا الأخير هو شخصيا من سلم الوثيقة قبل سفره لهذا المسؤول الجماعي ليدلي بها في الوقت المناسب؛ 

وقد تكون عملية تزوير طالت الوثيقة التي توصي بيوم واحد فقط للراحة، مع العلم بأن المعني بالأمر أكد أن حالته الصحية تتطلب تتبعاً مستديماً ومراقبة مستمرة، مما يفيد بأن أي زيارة لطبيب قد تأتي بشهادة توصي بالخلود للراحة لأكتر من يوم.

هذه الفرضيات ستقود إلى معرفة ماذا وقع بالضبط، خاصة عندما يتم التحقق من تواريخ دخول وخروج المستشار المعني بالأمر للمغرب. 

لتعيد بذلك هذه القضية إلى الواجهة عدة أسئلة حول الشواهد الطبية والمسؤولية في إطار تسيير الشأن المحلي وربط المسؤولية بالمحاسبة…

ملحوظة: لم يتم نشر أسماء المعنيين بالأمر والوثائق التي حصلت عليها منصة “عالم التواصل” أثناء التحقيق في هذه القضايا، لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي لأصحابها، واحتراما لقرينة البراءة وسرية البحث…

تازة: منصة عالم التواصل