تازة: هل أصبحت الزراردة بؤرة للفساد ؟!

ما يقع في جماعة الزراردة بعمالة إقليم تازة مؤخراً يطرح عدة تساؤلات وعلامات استفهام، حيث يتم نشر غسيل الجماعة على حبال شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، ناهيك عن أحاديث المقاهي.

 في هذه الأيام، أينما وليت وجهك في تراب المنطقة، تصادف حديثا عن الفساد وقصصا تقشعر لها الأبدان، من مغامرات الرئيس الحالي الذي تم توريطه من طرف بعض الأباطرة عندما كانوا يقولون له “انت الرئيس ونحن معك” وهم يوثقون حجج إدانته لاحقا، مستغلين طيبوبته وعفويته، بل وحتى سذاجته السياسية، إلى أن أصبح رهينة بين أيديهم، حيث لم يبق له الآن من مخرج سوى التواري السياسي عن الساحة في إنتظار العودة بسلام إلى قسمه وعمله. 

طَبَق القصص والوقائع يتضمن أيضا مناورات الرئيس السابق، الذي يعمل جاهدا لاستغلال هذا الوضع و”يهندس” للعودة لقيادة الجماعة، حيث لسان حاله يقول للساكنة، اليوم، “هل انتم راضون على ما ينشر على بلدتكم واهلكم، وعلى تداول وثائقكم  على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي وفي المقاهي” التي تكاد أن تصبح أكثر من المباني في المنطقة. 

وفي سياق ذكر الوثائق المسربة وأسماء العمال العرضيين وأمور اخرى ما تزال في طريقها للنشر، تشير أصابع الاتهام إلى أول رئيس قاد الجماعة باللون السياسي للرئيس الحالي، يعني “رفيقه” السابق في الحزب، الذي قد يكون حاول في البداية الضغط فقط، بتسريب وثيقة واحدة في بداية هذا المسلسل، قبل أن تخرج الأمور الآن عن السيطرة، حيث ملفات الجماعة و اسرارها وما بين اسوارها أصبح كل ذلك يؤثث حديث الناس العامة والخاصة، وهو ما قد تكون له عواقب وخيمة في الأشهر المقبلة. 

هنا يمكن القول إن “الرفيق” السابق والرئيس الحالي هما الخاسران في هذا المنعرج الخطير، حيث مهما تراجعت الرياح ومهما هدأت العاصفة، فإن الإدانة واردة في قضية التزوير المفترضة، ومسألة التسريب المفترضة أيضاً، والتي كانت سببا في  اشتعال النيران فى هذه البلدة التي كانت دائما هادئة، حتى أصبحت الآن قصصاً واقعية وأخرى أكثر غرابة تلطخ سمعتها، وبات لكل سوق أسبوعي نصيبه من هذه “القفة”.  

في بداية الشهر المقبل، على أبعد تقدير، ستتحرك النيابة العامة المختصة بتازة للنظر في قضية التزوير المفترضة، قبل التطرق لمسألة التسريب المفترضة كذلك، إضافة إلى ما قد تعريه المفتشية العامة لوزارة الداخلية عندما ستحل بعين المكان، لأن عامل عمالة إقليم تازة لن يتوان في القيام بما يمليه عليه القانون ومنطق المفهوم الجديد للسلطة وربط المسؤولية بالمحاسبة.

تازة: منصة عالم التواصل