الدار البيضاء: كواليس وملفات قبل “الانفجارات”!!  

تتجه الأنظار في بداية هذا الشهر وقبل إفتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، في الجمعة الثانية من أكتوبر المقبل، إلى عدد من ملفات الريع وتضارب المصالح واستغلال النفوذ في عدد من مقاطعات الدار البيضاء ومجلس مدينتها، وهي ملفات توجد منذ مدة قيد التحقيق من طرف الفرقة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء او القضاء المختص. 

ففي مقاطعة الحي الحسني، هناك ملفات تهم إستغلال النفوذ ومحاوة شراء أصوات أو استمالتها بطرق غير مشروعة، قبل وأثناء جلسة انتخاب أحد نواب الرئيس، إضافة إلى شكايات أخرى تخص قسم التعمير، واتهامه بخدمة مصالح أحد المنعشين العقاريين في المنطقة، ناهيك عن مناورات وتصرفات تهين المرأة المنتخبة في اجتماعات اللجن وغيرها، كما توضح شكايات تم وضعها في هذا الإطار. 

في مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، يجتهد أتباع الرئيس، الذي لقبوه ب”القطار فائق السرعة”، لتسليط الأضواء عليه وهم في الآن نفسه  يشيرون، بطريقة غير مباشرة، إلى مشاريعه الخاصة في المنطقة، وهو ما قد تم التقاطه من طرف السلطات المختصة لتحريك بعض الملفات التي تهمه عند الفرقة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء. غريمه في نفس المنطقة لا يوجد في وضعية مريحة منذ أن انطلق مسلسل المشاورات الخاصة بالإنتخابات البرلمانية المقبلة، وبدأ الحديث عن الاستغناء عن بعض الكائنات الإنتخابية التي حطمت ارقاما قياسية في البرلمان، دون  أيِّ إضافةٍ تُذكَر ما عدا الحفاظ على الصفة والاحتفاظ بامتيازاتها وريعها. 

في منطقة المعاريف، تعود إلى الأذهان تلك الصورة لموظف بالمقاطعة، وهو في حالة تلبس بمحاولة ابتزاز أحد المقاولين، ناهيك عن الحديث عن ما قد يكون طال سجلات رخص السكن وغيرها. 

في مقاطعة سيدي بليوط، ستطفو على السطح تلك الرسالة الشهيرة التي راجت بشكل كبير وغريب على تطبيقات التواصل الفوري، والتي التقطتها السلطات المختصة، حيث لا يزال التحقيق في شأنها متواصلا في سرية تامة إلى حين مفاجأة المعنيين بالأمر، والمتهمين على حد سواء، بنتائج التحريات. 

في عين السبع، يمكن القول إن هذه المقاطعة حطمت جميع الأرقام القياسية في جميع ميادين سياسة القرب، وأصبحت شبهة بنفسها وشكلها، ومن المنتظر أن يتم وضع حد لهذا العبث. 

في مقاطعات عمالة مولاي رشيد سيدي عثمان، تصطدم حدادة الحدادي ومناورات جبيل للتموقع في المنطقة، استعدادا للاستحقاقات المقبلة، متجاهلين الملفات التي قد تباشر السلطات التحقيق فيها، سواء بالنسبة للحدادي بناء على تصريحاته السابقة متهما أعضاء بحزبه باستغلال النفوذ وتضارب المصالح، أو بالنسبة لجبيل الذي آل إليه إرثٌ ثقيلٌ في المنطقة.

أما في عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، فقد يكون الرئيسان في الفداء ومرس السلطان نجحا لحد الأن، رغم الحروب الباردة بينهما، في الحفاظ على ملفيهما في طي الكتمان، لكن تبقى كل الاحتمالات واردة قبل نهاية الولاية. 

في مقاطعة ابن مسيك، تفيد نفس المعطيات أن رئيس المقاطعة محمد جودار قد أقنع رئيس حزب الإتحاد الدستوري، الذي يحمل نفس الإسم، محمد جودار، لتزكيته من جديد لقيادة لائحة الحصان بالدائرة، وذلك لتحطيم رقم قياسي جديد كنائب سابع لرئيس مجلس النواب، وهو يعرف أن لكل بداية نهاية، خاصة بعد تواريه عن الأنظار في محيط الجامعة الملكية لكرة القدم. 

هذه الدائرة التي تبدو هادئة قد تعرف هبوب رياح تعصف ببعض الملفات وتعيدها إلى الواجهة.  

في البرنوصي سيدي مومن، التي تعرف هزات من حين لآخر، تبدو الطريق معبدة أمام قيدوم تسيير الشأن المحلي في مدينة الدار البيضاء، أحمد بريجة للظفر بولاية أخرى ورد الإعتبار بعد أن تكالبت عليه بعد الجهات في بداية هذه الولاية. 

في دائرة المشور، تقول نفس المصادر إن أحد المنتخبين الدائمين، الذي يحمل لقبا يخيف الأطفال الصغار، قد تجاوز كل الحدود في تراب الباشوية والعمالة، مما قد يعجّل بعزله أو إبعاده عن الساحة الإنتخابية بطريقة أو بأخرى. 

الدار البيضاء مكونة من ست عشرة مقاطعة تشكل مجلس مدينتها، منذ دخول نظام وحدة المدينة في حيز التنفيذ سنة 2003، لكن مستوى أغلب منتخبيها لا يرقى إلى مستوى العاصمة الإقتصادية للبلد، لكن وللأسف الشديد، فحجم ملفات الريع والفساد يفوق حجم المدينة بقدّها وقديدها.

الدار البيضاء: منصة عالم التواصل