تأثر وتأثير “المؤثرين” و”المؤثرات”!! 

في الصين، لا يسمح للقاصرين بولوج إحدى منصات التواصل الاجتماعي، إلا لمدة لا تتعدى أربعين دقيقة في اليوم، مع إغلاقها قبل العاشرة ليلا. 

إضافة إلى هذا الإجراء الاستباقي والوقائي، تتميز النسخة الصينية لهذه المنصة بتقديم برامج تحسيسية وتوجيهية للأطفال، وذلك بخوارزميات تقود روادها الصغار إلى معارض فنية وثقافية وتربوية وعلمية وبرامج ترفيهية مفيدة. 

بعد سنة، تطرقت دراسة علمية قام بها باحثون  على مدى تأثير هذه المنصة “التكطوكية” على الشباب في الصين وبعض البلدان الغربية، حيث كانت الإجابة على سؤال يتمحور حول المستقبل، تحمل كل الرسائل في بلاد النسخة المعدلة للمنصة “التكتوكية” وباقي العالم الغربي.

 حسب النتائج التي تم نشرها على الشبكة العنكبوتية، أجاب التلميذ الصيني بأنه يطمح إلى أن يكون مهندسا أو طبيبا أو فيلسوفا أو رائدا للفضاء أو عالما، بينما كانت أغلب أجوبة أبناء الغرب تصب في خانة واحدة: “مؤثر” أو عامل في ميدان الفرجة (لاعب أو مغني). 

 هذه النتائج، الواقعية والمنطقية، توضح كيف أن كل أمة تبني مستقبلها ومستقبل اجيالها القادمة من منطلق ثقافاتها الوطنية المتجدّرة في وعيها الجمعي… 

ترى، كيف ستكون إجابات أطفال وشباب الوطن العربي المنكفئ على نفسه والمكتفي بالتطلع إلى أمجاد الماضي؟!!

بما لا يدع مجالا للشك، فقد تقود المنصة التكتوكية أغلب ضحاياها من القاصرين عمريا أو فكريا إلى ما يشبه آثار حشرة “طيكوك” عندما تصيب الأبقار بحالة هستيرية أو بهيجانٍ في فصل الربيع، حيث تظهر تلك الأعراض عندما يبدأ صوت طائر الوقواق بالصدح!!

الدكتور بالقاسم امنزو