“شموخ مكناس” في مقهى كاليمارت الثقافي

في إطار سعيها الدائم إلى ترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح على ذاكرة المكان، نظّمت جمعية كليمارت، برئاسة الشاعرة والإعلامية هدى الفشتالي، مقهى ثقافياً استثنائياً احتضن عشاق الأدب والفن والفكر. كان هذا اللقاء مناسبة للاحتفاء بكتاب “عندما تحكي مكناس شموخها” للباحث الكبير عبد العزيز بن عبد الجليل، أحد الأسماء الرائدة في البحث الموسيقي المغربي والعربي.
وقد أضفى على الأمسية رونقاً خاصاً حضور الدكتور نبيل بن عبد الجليل، ابن الكاتب، وأستاذ تاريخ الفن والموسيقى، الذي قدّم قراءة رفيعة المستوى في الكتاب، مسلطاً الضوء على عمق التجربة الفكرية لوالده، وعلى قدرة النص على إعادة كتابة ذاكرة مكناس في صورة مدينة شامخة بتاريخها ورموزها وروحها الأندلسية التي ما تزال تنبض في أزقتها ومعالمها.
لم يكن المقهى الثقافي مجرد تقديم لكتاب، بل كان فضاءً لالتقاء الأجيال وتلاقح الرؤى: بين الأب الباحث الذي كرّس حياته للتراث والموسيقى والابن الأكاديمي الذي واصل المسار من زاوية التحليل والنقد، وبين جمهور نوعي من أدباء ومثقفين وطلبة وباحثين جاؤوا ليشهدوا لحظة من لحظات الوفاء للمدينة ولذاكرتها الرمزية.
أجواء اللقاء كانت ودية وعميقة في آن واحد: كلمات شاعرية، مداخلات ثرية، وحوار مفتوح أعاد التأكيد على أن الثقافة ليست ترفاً، بل حاجة إنسانية ووسيلة لحماية هوية المدن من النسيان. وهكذا، جسّد هذا المقهى الثقافي فلسفة جمعية كليمارت في جعل مكناس منبراً للتجديد الثقافي وملتقى للأصوات التي تسعى إلى تكريم الماضي وإضاءة الحاضر وصناعة المستقبل.
مكناس: منصة عالم التواصل
تعليقات 0