أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة “رهائن” في تازة

لا حديث هذه الأيام في تاهلة ونواحيها بعمالة إقليم تازة سوى عمّا وقع وما يقع بالمركب الاجتماعي الذي تسيره جمعية الكرامة، التي تستفيد من دعم تمدرس هذه الفئة من الأطفال، الذي تشرف عليه وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عبر مؤسسة التعاون الوطني.
انفجرت القضية عندما طالب أطر ومستخدمون في المركز المذكور، الذين يفوق عددهم الثلاتين، بتسوية وضعيتهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ليصطدموا بالأمر الواقع الذي تلخصه الجمعية المشرفة على المشروع بندرة المداخيل، وبالتالي استحالة تلبية هذا الطلب على الأقل في الوقت الراهن.
بعد ذلك ستطفو على السطح قضية إرجاع جزء من الأجرة للجمعية، الشيء الذي أثار عدة تساؤلات وعلامات استفهام حول هذه العملية، لتتسع الهوة بين الأجراء ومكتب الجمعية.
مصادر من داخل المركب الاجتماعي المذكور توضح أن عملية إرجاع جزء من الأجرة للجمعية تتم تحت الضغط، باستغلال هشاشة مناصب الشغل، بينما رئيس الجمعية يقول إن المسألة اختيارية لدعم المركز من أجل الاستمرار في وظيفته التربوية والحفاظ على مناصب الشغل.
كيفما كانت طبيعة العملية، اختيارية أو قسرية، نقداً أو عبر الإيداع في حساب الجمعية، فإن المنطق لا يقبل أن يتحول الأجير إلى “محسن” في نهاية كل شهر، مساهماً في مداخيل الجمعية، التي تستفيد من منح الجماعة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية إضافة إلى دعم مشروع تمدرس هذه الفئة من الأطفال من الوزارة الوصية.
يتضح من خلال هذا أن الجمعية لم تقم بمهمتها التطوعية على تقوية مداخيلها من خلال البحث عن شركاء خارج تاهلة، والتواصل المؤسساتي اللازم للحصول على مستلزمات ومواد أولية توفرها عدد من الشركات للجمعيات، إضافة إلى مساعدات مالية قد تمكنها من تحقيق توازن في ميزانيتها، وتسوية ما يتطلبه الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
الآن، يبدو أن الأمور بين الطرفين قد تكون وصلت إلى نقطة اللاعودة، حيث انعدم عنصر الثقة، مما قد ينعكس سلبا على هذه الفئة من الأطفال، حيث بدأ آباؤهم وأولياء أمورهم يتخوّفون من تداعيات الأزمة ومخلفات هذه التطورات التي غزت منصات التواصل الاجتماعي.
أمام هذا الوضع، الذي يسيء لتاهلة وسكان تاهلة ومن تسكن تاهلة في قلبه، تقول مصادر من بلدية تاهلة أن رئيس الجماعة قد يتدخل بصفته منتخبا ومحاميا لحماية حق هؤلاء الأطفال الأبرياء، والحفاظ في الآن ذاته على مناصب الشغل بالمركز.
ذلك ما ينتظره هؤلاء الأطفال، الذين وجدوا أنفسهم رهائن لهذا الوضع، وهم يعبّرون على ذلك بنظراتهم البريئة وحال لسانهم يقول ويتساءل: “كيف تنضاف قساوة الإنسان إلى قساوة الطبيعة في حقهم”؟!
تازة: منصة عالم التواصل
تعليقات 0