الاتحاد الألماني للمقاولات الصغرى والمتوسطة يشيد بالمغرب كشريك موثوق في مجالي الطاقة والصناعة

برلين – أشاد رئيس الاتحاد الألماني للمقاولات الصغرى والمتوسطة، أندرياس يان، بالإمكانات التي يزخر بها المغرب باعتباره “شريكا موثوقا” ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضا في القطاع الصناعي، مسلطا الضوء على الفرص المهمة التي يتيحها أمام المقاولات الألمانية، خاصة في مجالات الهيدروجين الأخضر، وصناعة السيارات، والآلات.
 وأكد السيد يان، الذي يشارك في الدورة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (World Power-to-X Summit)، المنعقدة يومي 1 و2 أكتوبر بمراكش، على “الإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها المغرب في قطاع الهيدروجين”، وهي دينامية قال إنها تتماشى تماما مع مشاريع الانتقال الطاقي التي أطلقتها ألمانيا.

  وأضاف المسؤول الألماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك “تكاملا حقيقيا بين البلدين”، موضحا أن المقاولات المغربية تُبدي اهتماما كبيرا بالتعاون مع نظيراتها الألمانية، وهي دينامية “ملموسة بشكل واضح”.

  كما توقف عند الحماس الذي أبدته 15 مقاولة ألمانية، ضمن وفد الاتحاد المشارك في القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، تمثل قطاعات صناعية رئيسية، تجاه السوق المغربية التي تعتبرها بمثابة “بوابة استراتيجية نحو إفريقيا، ومنصة للتواصل مع باقي بلدان القارة”.

  وسلط السيد يان الضوء، من جهة أخرى، على الدينامية والتنافسية “اللافتة” لصناعة السيارات بالمغرب، مؤكدا أنها يمكن أن تشكل محورا رئيسيا للتعاون بين المقاولات في البلدين.

  وقال في هذا السياق إن “ألمانيا، باعتبارها رائدا عالميا في صناعة السيارات، والتي تواجه حاليا صعوبات في هذا القطاع بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة الطاقية، وتزايد حدة المنافسة الدولية، ترى في المغرب فرصة حقيقية لتنويع سلاسل الإمداد”.

  وأشار إلى أن القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته مكنت وفد رجال الأعمال الألمان من الوقوف على التفوق الواضح لعدد من الممونين المغاربة على نظرائهم في باقي بلدان المنطقة من حيث الأسعار والجودة والموثوقية والاستدامة.

  وأعرب السيد يان، وهو أيضا فاعل سياسي وعضو في الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يقود الائتلاف الحكومي في ألمانيا، عن ارتياحه لجودة اللقاءات والمحادثات المثمرة التي أجراها بالمغرب، الذي وصفه بأنه “بلد عزيز واستراتيجي”، مشيرا إلى أن اتحاد المقاولات الصغرى والمتوسطة يعتزم إرساء شراكة رابح-رابح تشمل “مجموع التراب المغربي”.

  وبعد محطة مراكش، من المنتظر أن تنتقل بعثة الاتحاد إلى الرباط للمشاركة، غدا الجمعة، في افتتاح أول مكتب لها بالمغرب، وهي محطة قال السيد يان إنها تحظى “برمزية خاصة” لكونها تتزامن مع الاحتفال بعيد الوحدة الألمانية، وتجسد أهمية هذا التعاون.

  يذكر أن اتحاد المقاولات الصغرى والمتوسطة الألماني، الذي احتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسه، يمثل مصالح مقاولات تنشط في مختلف القطاعات الإنتاجية، ويضم 32 جمعية مهنية، خاصة صناعية، تتيح تمثيلية لأزيد من 900 ألف مقاولة عبر مختلف أنحاء ألمانيا.

   ويهدف الاتحاد إلى تعزيز تنافسية هذه المقاولات وضمان استدامتها، من خلال شبكة تضم أزيد من 300 مكتب داخل ألمانيا و80 مكتبا بالخارج.