صمت علمي.. أم صدفة؟ العلم لا يعترف بالصدَف!!

قبل ساعات فقط، أعلنت وكالة ناسا عن غلق أبوابِها بسبب ما سمّته توقُّفاً لِمدِّها بالاعتمادات المالية اللازمة لمواصلة أبحاثها العلمية، الفضائية والكونية، من لدن وزارة المالية الأمريكية!!

كذبةٌ بَيِّنةْ بكل تأكيد، لن يصدقها إلا جاهل أو مخبول… لأنها جاءت في ظرف علمي دقيق، بل في منتهى الدقة… فكيف ذلك؟!

خلال الشهور القليلة الماضية، تسرب خبر أقلق المجتمع العلمي كافة، مفاده أن جسماً فضائياُ تم اكتشافه منذ أواسط 2025 يبلغ طوله نحو 11 كيلومتراً، وعرضه زهاء أربعة إلى خمسة كيلومترات، وقيل أكثر طولاً وعرضاً من هذَيْن الرقمَيْن، يحمل من الأسماء 3i atlas دخل إلى منظومتنا الشمسية قادماً إليها من منظومة فضائية أخرى تبعد عنا بمئات أو ملايين السنوات الضوئية، وأنّ البحث ما زال سارياً على قدم وساق للتعرُّف على نقطة انطلاقه الأولى، ولكنْ بلا أدنى نتيجة إلى حدود هذه اللحظة، وأن ذلك الجسم، وهذا هو المثير لقلق بالغ داخل المجتمع العلمي العالمي إلى درجة قُصوى من الرعب والرهبة، أن ذلك الجسم لم يكن مجردَ نيزك أو مذنّباً صخرياً، وخاضعاً بالتالي لجاذبية الأجسام المحيطة والقريبة، الأكبر منه حجماً وكتلةً، بل هو في غالب الظن مركبة فضائية منتحلة لصفات صخرية ظاهرية بغرض التمويه، بدليل ملاحظة علماء ناسا، ونظرائهم في مختلف مراكز الأبحاث الفضائية، أنّ ذلك الجسم “يُعدّل مِن سرعته” بين الحين والآخر، و”يُغيِّر وجهته” بشكل مفاجئ، مما يؤكد أنه إما أن يكون مأهولاً بكائنات فضائية أكثر منا تقدماً وسَبْقاً، وبالتالي أشدَّ منا قوّةً، أو أنه يخضع للتوجيه عن بُعد، من لدن الكائنات ذاتها، والتي تستطيع والحالة هذه أن تُسيّره وتعدّل من سرعته واتجاهاته إما انطلاقاً من عالَمها الفضائي الذي تسكنه، أو من مركبة عملاقة تتحرك بهدوء وصمت في موقع لا تطاله مَسابرُنا وهوائياتُنا ومراصدنا الأكبر حجما والأقدرَ على المشاهدة والتحليل الذاتيين والرقميين!!

الأمر إذنْ، يتعلق بحدث تحرص على كِتمانه الحكومةُ الأمريكيةُ ونظيراتُها في الدول المتقدمة ومنها على الخصوص روسيا والصين وفرنسا وألمانيا والهند والباكستان وكذلك بلجيكا، التي تعتبَر القلبَ النابض للاتحاد الأوروبي، والتي ينطلق منها مشروع المراقبة الفضائية الرقمية الشهير “إشلون”، الذي يشكل بحق، وبمساهمة أمريكية وازنة، فخرَ الصناعة التجسسية الأوروبية!!

المجتمع العلمي العالمي، الذي تقوده الولايات المتحدة ومؤسستها “لاناسا”، حقق الآن نوعاً من التنسيق فيما بين مكوّناته دعت إليه ضرورةُ حماية الأرض وساكنتها المختلفة، ولكن هذا المجتمع، المحدود، وصل إلى مستوى من المعرفة بما يدور حولنا في الفضاء الكوني، يرى الآن أن عليه أن يتعامل معه بالصمت المًطبَق، إما تجنباً للفتنة، أو تحسباً من الوقوع في الابتذال، لأن مثل هذه المعلومات قد تنقلب فوائدها إلى مفاسد ونِقَم إذا وقعت في أيدي العامة، في أي بلد من البلدان. ويكفي أن نتصوّر ما قد يقع من الهلع والفوضى والتخريب والتدافع والسلب والنهب من لدن العامة بمجرد شعورهم بأي قلق تجاه ذلك الذي يجري، أو تجاه المستقبل!!

خلاصته، إن هناك أمراً جلَلاً يقع التستّر عليه، وأن هذا الأمر يمكن أن يكون أحد الاحتمالات التالية: 

ان يكون هناك مشروع للقاء والتعارف والتباحث وتبادل الخبرات والمعارف بين علمائنا وعلماء الجهات الفضائية الوافدة، وفي هذه الحالة سيكون هناك أساسٌ من الصحة لِما سبق تسريبُه من أخبار عن وجود مراكز بحث مختصة بالفضاء الكوني، يُطلَق على موقعها الجغرافي اسم “المنطقة51″، في صحاري تكساس الأمريكية، يقال إنها شهدت زيارات لكائنات فضائية مُسالِمة، بدليل الظهور المتواتر والمتنامي للأطباق الفضائية المتطورة في مدارها الترابي، والتي كانت تزور الأرض فيسقط بعضها اضطراراً بسبب حاجته إلى تطوير قدراته الذاتية، أو ينزل طواعيةً بالمنطقة ذاتها، حيث تتكاتف جهود علمية متناسقة بين مختلف الدول المتمكنة من هذا النوع من القدرات العلمية الفائقة، وهي الدول السالف ذكرها أعلاه، وأن الوقت قد حان لحلول وفود فضائية رسمية تجري الآن معها مراسيم الاتصال، والتعارف، وتبادل ما يتيسر تبادلُه من مستجدات العلم الحديث، التي ينبغي أن تظل بعيدة عنا نحن “العوام”، على اعتبار أننا فعلاً مجرّدُ عوامِّ بالمقارنة مع المستويات العلمية المنخرطة في هذا النوع من العلاقات!!

بيد أن الذي لا يقبله العقل ولا المنطق، هو تلك الزخة من الهلع، التي استولت على علماء لاناسا، ونظرائهم الآخرين، بمجرد اكتشافهم وجودَ كائنات عاقلة ومتطورة في الفضاء الكوني الخارجي، علما بأنهم ظلوا لعقود طويلة يبحثون عن ذلك الوجود العاقل خارج مجالنا الأرضي، حتى أنهم أرسلوا مركباتٍ وأقماراً ومِجَسّاتٍ ومَسابرَ فضائية بالغة التطور والتعقيد، كالمسبار العملاق “دجيمس ويب”، وكل ذلك، بدافع اكتشاف ذلك الوجود الآخر والتأكد منه… فلماذا ينتابهم اليومَ هذا الهلع بمجرد التأكد من واقِعِيَّتِه بالفعل؟!!

هل ذلك راجع مثلاً إلى اكتشافهم بعد فوات الأوان أن أولئك القادمين جاءوا مدجّجين بكامل عتادهم الحربي للاستيلاء عل خيرات كوكبنا، تماما كما توقَعَتْ ذلك أفلامُ الخيال العلمي منذ نهايات القرن الماضي؟.. هذا ايضاً سؤال وجب البحث عن إحابته المُقْنِعة والشافية.

ويبقى لنا نحن أن نقول: إنه حال هذا الإنسان، الذي “خُلِقَ هَلُوعاً.. إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً.. وَإذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنَوعاً” (19-20-21 المعارج)!! 

الأمر إذَن ليس صدفة، لأن العلم يرفض الصدف ويستبعِدُها كُلِّيّةً، وليس كذلك مجردَ نفادٍ للاعتمادات المالية المخصصة للبحث العلمي في الحقل الفضائي والكوني لدى الخزينة المالية بالولايات المتحدة الأمريكية، بل هي حسب اعتقادي ورأيي المتواضع طفرةٌ علمية كونية، ومنعطف غير مسبوق، مختلِطُ الأجناس والأنساب والخلائق… مصداقاً لقول العليم الحكيم: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ” (29-الشورى)!!

وآخر القول هذا الدعاء: “ربنا ما خلقتَ ما في الكون جميعاً وفي أنفسنا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار” !!!

     بقلم ذ. عبد الحميد اليوسفي