تاهلة: عدد المقاهي أكثر من عدد البنايات

بقلم محمد بويبلان
————————
إذا ما تم تنظيم مسابقة خاصة بالمقاهي بمختلف أنواعها وأشكالها وألوانها، فإن تاهلة بعمالة إقليم تازة ستأتي في الصدارة، بدون منازع، من حيث العدد الذي يزداد كل شهر.
من أي جهة يدخل زوار المدينة لا يجدون إلا مقاهي بجانب أخرى وكذلك أينما ولوا يمينا وشمالا…، لكن الباحث عن مقهى محدد بالإسم الذي اختاره له مالكه، فلن يجد سبيلا لمن يرشده أو يدله على وجهته…
لماذا؟ لأن في هذه البلدة، يقوم الشباب بإعطاء إسم خاص للفضاء مباشرة بعد افتتاحه، حيث غالبا ما يكون للإسم غير الرسمي دلالة سياسية أو انتخابية أو قبلية أو من باب السخرية التي لا تخلو كذلك من دلالات أخرى.
هكذا نجد مثلا “مقهى الرئيس”، و”مقهى نائب الرئيس”، و”مقهى القمار”، و”مقهى الغراب”، و”مقهى الأباطرة”، و”مقهى الكارطة”، و”مقهى عيسى”، و”مقهى موسى”، و”مقهى الشريف”، و”مقهى الشيخ”، و”مقهى المدير”، و”مقهى الفقير”، و”مقهى السماسرة”، إلى غير ذلك من الأسماء التي أبدع في إخراجها الشباب لتصنيف رواد أي فضاء، حتى ذهب خيالهم إلى إطلاق إسم “عيشة قنديشة” على إحدى المقاهي التي لا يزورها إلا زبناء قليلين لكنها تدر أرباحا صافية محترمة.
ومن عجائب “القرية” كذلك حضور “المقهى” في الحملات والعمليات الإنتخابية حيث نجد مترشح يتباهى بمقهاه الذي يملكه في مدينة أخرى مقدما وعودا للساكنة بإطلاق نفس الورش في المنطقة وآخر يقول بأنه سيفك العزلة عن أحد الأحياء بفتح مقهى يليق به ومترشح آخر يعد بإغلاق المقهى الذي يزعج الساكنة.
هكذا تحولت البلدة التي أنجبت أساتذة كبار ومناضلين ومسؤولين ومبدعين وكتاب وآخرين إلى قرية لا تساير بنياتها التحتية مستوى أبناءها.
ويسألونك عن البلدة….قل أمرها بيد الله.
تعليقات 0