الدار البيضاء: صناعة الفرجة الانتخابية

افترست الأمية السياسية عددا كبيرا من منتخبي مختلف المجالس المحلية بالدار البيضاء، حتى أصبح بعضهم لقمة سائغة بين يدي جهات تستعملهم وتستغلهم في صناعة الفرجة والتفاهة بواسطة الثرثرة في الدورات واجتماعات اللجان وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
هكذا، يتم تصنيف كل هذه الكائنات الانتخابية على أساس درجات التفاهة، حيث يقال إن فلان “تافه متميز” والآخر “تافه رديء” والثالِث “تافه سَاذجٌ”… بل هناك من لا ينزعج من دناءة الدور على خشبة المسرح الانتخابي ليعانق النجومية تحت الأضواء؛ ومنهم من وصل إلى رئاسة الجماعة وأصبح يحمل لقب “الرايس”.
كان أحد المنعشين العقاريين، رحمه الله وغفر له ذنوبه المتكررة فى نهش أملاك المدينة، (كان) يجمع هؤلاء التافهين في منزله حول ما لذ وطاب من المأكل المستخلص من الريع، ويحدد لكل واحد دوره في كل دورة، حيث كان يعين من بينهم من سيراقب المشهد ليرفع له تقريرا في الموضوع. كان رحمه الله يناديه ب”الزرواطة”.
بعد رحيل هذا “المنهش” العقاري، تغيرت طرق عرض مسرحيات التفاهة فوق خشبة المسرح الانتخابي وتفرق التافهون ليشكلوا مجموعات تعرض “خدماتها” لمن يدفع أكثر ويضمن لهم البقاء في المشهد.
بعد تجفيف بعض منابع الجهات المانحة باعتقال بعض الأباطرة، انتشر هؤلاء من جديد (إعادة الانتشار) وتموقعوا في الدوائر الانتخابية، حيث أصبح كل “طالب معاشو” يشتغل وفق خطة تضمن له قوته الأسبوعي والعناية بالدائرة، (الأصل التجاري) ليحافظ على حظوظه في البقاء.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، اشتد الصراع بين هذه الكائنات الانتخابية التي تبدو مستعدة لتنفيذ أية عملية “انتحارية” لضمان السيولة والأصل التجاري.
الدار البيضاء: منصة عالم التواصل
تعليقات 0