حزب سياسي.. للبيع

هذا العنوان ليس من باب السخرية للتعبير عما آلت إليه أوضاع بعض الأحزاب السياسية، سواء في اليمين أو اليسار أو ما بينهما، في عدد من بلدان هذا العالم، وإنما لتسمية بعض الممارسات الحزبية باسمها الواقعي والحقيقي بعيدا عن ماكياج الخطاب الإشهاري الذي حل، مع الأسف، محل الخطاب السياسي والحكمة السياسية…
لنبدا بهذه الواقعة التي وقعت في أحد الدواوير بنواحي تازة، حين نظم عراب، يوم السوق الأسبوعي في المنطقة، لقاء حشد إليه سكان الدواوير المجاورة ليستقبلوا قائده الذي يمنحه التزكية للإنتخابات، ويلقي خطابا يتم تصويره وتسويقه على أساس أن “الزعيم” الدائم لا يزال يتمتع بشعبية في الجبال والسهول والهضاب.
بعد نهاية هذا اللقاء، احتج الحاضرون بشدة على العراب قائلين له: “ألم تجد من تأتي به في هذا البلد السعيد، ليخطب هنا غير هذا المقامر الذي باع كل شيء بسبب إفلاسه، ليبيع دواويرنا بالجملة”؟!
أخبار واردة من عالم البحار أكدت فعلا ملاحظة أهل الدوار، حيث أفادت تلك الأخبار أن “الزعيم” الدائم خسر رأسماله وكل ما يملك في القمار في أفخم السفن السياحية بالعالم، ورهن ما تبقى من حزبه كضمانة حتى يستفيد من الدعم ومنعرج الإنتخابات، لتسديد الديون المتراكمة أو يبيع الهيكل الحزبي بأي ثمن.
إضافة إلى هذه الحالة، تؤكد مصادر متطابقة، أن “زعيما” اخرا في دوار آخر، ناور مع “جهة نافذة” وازاح شيخه الذي علمه السحر، ليستولي على ما تبقى من حزبه وليكون بذلك ناطقا رسميا باسم الأركان العليا لهذه “الجهة” على كل الجبهات.
الغريب في الأمر أن المفلسين الحزبيين الاثنين اللذين فقدا العمل بعد طردهما بسبب سلوكهما، ولم يعد عندهما أي مصدر رزق، غير “مصروف” الحزب، عقدا تحالفا بينهما، لكنهما لم يتوصلا إلى أي إتفاق حول من سيتولى الكلام بإسم التحالف.
عندما سمع أهل الدوار بهذه الوقائع عادوا إلى العراب قائلين له: “ألم نقل لك أن التجربة والحكمة علمتنا أن لا نوكل أمرنا إلى من غضب عليهم اولو الامر”.
بقلم الدكتور بالقاسم امنزو
المشكل، شكون اللي غادي يشريه دابا..هه
تحليل رائع وجميل لوضعنا السياسي الءي أصبح ماساويا وسوداويا
من حسن حظنا أن أبناءنا بدأوا يستوعبون الدرس و بدأنا نسمع هنا و هناك بعض ردات الفعل ضد من يتحركون في الماء العكر، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات و ما زلنا في مسيس الحاجة إلى مزيد من التحسيس و التوعية.