ماذا يقع في بني ملال؟

بين الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، والبرد القارس في الشتاء، نظرا للموقع الجغرافي والطبيعي للمنطقة ولِمُناخها القارّي، تعيش مدينة بني ملال طيلة السنة فصولا أخرى وأجواء أخرى يخيم عليها الحزن، كأنها في حالة حداد مستمر، وذلك بسبب توالي الأحداث المؤلمة سياسيا واجتماعيا وانتخابيا ورياضيا وفلاحيا و…

في الشأن الإنتخابي، لا تكاد المنطقة تخرج من فضيحة حتى تجد نفسها تحت أضواء فضيحة أخرى تغطي نسبيا على الأولى، قبل أن تتجه الأنظار إلى القادمة، التي تكون في طور التحقيق، مما يزيد في تلطيخ صورة المدينة البريئة، حتى أن جل السكان أصبحوا لا يفرقون بين الرئيس السابق والأسبق ومن سبقه لتجدهم يرددون المثَل الشعبي: “اولاد عبد الواحد واحد”…

وفي الميدان الصحي، الذي يوجد في وضع مزري يتفاقم يومًا بعد يوم، لا تكاد المدينة تضمد جراحها بسبب تداعيات ارتفاع درجات الحرارة، وما رافقها في السنوات الماضية، حتى تستفيق على وقع جريمةِ مختلٍّ عقلياً أو مختل مالياً، أو على جرعة زائدة في إستغلال النفوذ أو استهلاك المخدرات…. أو رشوة من الوزن الثقيل!!  

في المجال الفلاحي، لم تعد المنطقة كما كانت، تسير وتتميز  بشراء وبيع الأراضي الزراعية، أو تطويرها وزراعتها، أو الاستثمار في البنية الزراعية الأساسية، وإنما أصبحت الفلاحة وسيلة فقط وغطاء لبعض الاقطاعيين للحصول على الدعم وتوجيهه للعقارات والسهرات وإفساد الإنتخابات.

على شبكة الإنترنت، يكفي كتابة إسم المدينة كمفتاح للبحث في المحركات، للولوج إلى معلومات تخص المنطقة، لتطفو على السطح أخبار تزعج القارئ وتدفعه، إذا كان سائحاً، إلى تغيير الوجهة بعد النقرة الالكترونية الأولى، أما الزائر للمدينة فإنه سينبهر بالمدارات حتى يصاب بالدُّوار حين يشاهد حولها كثرة المتسولين والمختلين عقليا… 

هذه هي بني ملال، أو “آيت وملال” ( ومعناه أبناء اللون الأبيض) وذلك نسبة لبياض الثلج فوق الجبال المحيطة  بالمدينة، فقدت البياض والنقاء والهواء وما خفي كان أعظم.

بني ملال: منصة عالم التواصل