الزراردة/تازة: السيناريوهات المحتملة في قضية التزوير المفترضة وتسريب وثائق الجماعة

أصبحت جماعة الزراردة بعمالة إقليم تازة تغزو شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، حيث تدور حرب طاحنة بين مجموعة تساند الأغلبية المكونة من “تسعة” أنفار، الرئيس وتمانية أعضاء، وأخرى يشار إليها ب”تسعة المعارضة” يقودها أحد الرؤساء السابقين لنفس الجماعة.
اشتعلت النيران مباشرة بعد تسريب صور تشير إلى تزوير مفترض في سجل الجماعة، يخص طلب حفر آبار، تقدم به أحد الفلاحين، وهي القضية التي لا تزال قيد التحقيق من طرف النيابة العامة المختصة بتازة، بعد الإستماع للرئيس، والموظفة المكلفة بالسجل المذكور، وأحد تقنيي الجماعة.
مباشرة بعد ذلك، تم تسريب شهادة طبية تخص أحد الأعضاء تم وضعها لدى المجلس لتبرير غيابه عن إحدى دورات الجماعة، مما أثار إستياء الساكنة، مع تساؤلات حول الجهة المسربة والغاية من ذلك، والخوف كذلك من تسريب وثائقهم…
في هذا المنعرج، اتسعت الهوة بين “تسعة الأغلبية” التي يقودها الرئيس الحالي، و”تسعة المعارضة” التي يتزعمها أحد الرؤساء السابقين، حتى وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة، حيث يجتهد الآن كل طرف للدفاع عن مصالحه، أما مصالح الساكنة فتلك قصة أخرى.
في قضية التزوير المفترضة، يبدو أن الرئيس الحالي نجح إلى حد ما في إيجاد مخرج بدفع الملف في إتجاه “الخطأ الإداري”، الذي قد يدعمه بشهادة أعضاء من “تسعة الأغلبية”، خاصة بعد نجاح الدورة الاستثنائية الأخيرة، وتراجع الموظفين المعنيين بالقضية عن أقوالهم لاحقا أمام القضاء، مع طلب فتح تحقيق في مسألة تسريب الوثائق الخاصة بالجماعة لجر زعيم “تسعة المعارضة” إلى المحكمة، بعد الضغط في العمالة على الفلاح المشتكي صاحب الآبار لسحب دعمه له، حيث هنا، في مثلث برمودا هذا، قد تلتقي مصالح الفلاح مع مصالح الرئيس الحالي لتتم التضحية بزعيم “تسعة المعارضة”.
هكذا إذن، سيتم تمطيط قضية التزوير المفترضة، وقد تصدر قبلها الإدانة الخاصة بتسريب الوثائق، والتي ستكون سببا كافيا لكي يحرك العامل مسطرة عزل زعيم “تسعة المعارضة”، مما سيمهد الطريق أمام الرئيس الحالي للحصول على ولاية أخرى، والاستفادة من التفرغ لخمس سنوات أخرى، وامتيازات “الرايس”، مع سيارة المصلحة بالسائق، الذي يلازمه ليل نهار أينما حل وارتحل، لأنه لا يجيد السياقة، لعله يجتهد في الولاية المقبلة لتعلم ذلك والتخلص من السائق للتحرك بدون قيود.
بناء على كل هذا، يمكن القول إن ساكنة الزراردة شرفاء، حيث مكنهم هذا الصراع الشرس من فهم ما يدور بكل وضوح، حيث أن مصالحهم أصبحت رهينة كل هذه الحسابات السياسوية والانتخابية والفلاحية الضيقة، والانتهازية، وهو ما ستعريه لجنة المفتشية العامة لوزارة الداخلية، التي قد تحل بعدد من جماعات العمالة، خاصة تازة والزراردة ومغراوة وتازارين، بعد العطلة الصيفية.
تازة: منصة عالم التواصل
تعليقات 0