مظاهر النفاق الاجتماعي

النفاق الاجتماعي سلوك يقوم فيه الشخص بإظهار صفات أو معتقدات لا يمتلكها في الواقع. ويكون ذلك بهدف تحقيق مكاسب شخصية أو اجتماعية. يمكن ان يظهر انه يشاركك نفس الرأي لغاية التقرب والتودد. يمكن ان يتظاهر بالطيبوبة وحب المساعدة ليكسب ثقة الشخص الآخر. يمكن إظهار الصدق والأمانة والنزاهة، بينما هو في الواقع بعيد عن هذه الصفات.
في مجتمع يسوده النفاق الاجتماعي، تَقِلّ الثقة بين الافراد أو تنعدم. يسود بين الناس الحذر في تعاملاتهم مع الغير، الآخر يريد شيئا مني. تعاملاته و تصرفاته ليست مجانية!
في الظاهر، يسود الود والمحبة، وفي الباطن هناك بغض، غيرة، حسد واستياء من شخصه. يتظاهر بأنه يوافقه الرأي أمام الملأ، ولكن بداخله يتمنى نبذه ومعارضته. وغالبا ما يقوم بإظهار الود في حضوره ثم التحدث عنه بسوء في غيابه.
هؤلاء تنطبق عليهم مقولة: “الغاية تبرر الوسيلة”. مثلا خلال لقاءات اجتماعية أو اجتماعات مهنية، يتقرب من المدير أو من مسؤوله المباشر لكي يقترح عليه القيام ببعض الأعمال الإضافية لكي يتقرب منهم بطريقة غير مباشرة ويطلب في الوقت المناسب بعض الخدمات. تراه دائما قريب من مسؤوله يتملق، يتودد ويمدح قدراته الخارقة في اخد القرارات. نرا هذا النفاق في بعض العلاقات مع بعض المعارف. في الحفلات او لقاءات سيقوم بعض الاشخاص بالتودد من بعض الاشخاص دوي نفود، سلطة او مال وذلك بغية الحصول على منصب، قرض أو منفعة ما.
هؤلاء الاشخاص خاصيتهم الأساسية هو الكذب. وعدم قول الحقيقة. لا يصرح بما في داخله. في داخله يشعر بالغيرة والحسد. يقول لنفسه لماذا هو افضل مني ، أغنى مني. لا يقول لنفسه لانه في الواقع اكتر كفائة، لانه اذكى مني او له مستوى اعلى مني. هو يرى سوى أن الآخر افضل منه. ولكي يصل الي مستواه يجب ان يستعمل جميع الوسائل ليصل الي غرضه. وكل الوسائل ومن بينها تصغير نفسه خاصة وإذا وجد امامه شخص لا يثق بنفسه سيغتر وسيرى في هذا الشخص المنافق السند.
علاقة المنافق مع الضحية تختلف حسب شخصية هذا الأخير. الشخص الذي يتق بقدراته يستطيع التمييز بين الشخص المنافق والصادق.
الشخص المنافق يخاف من المواجهة وذلك لتجنب المشاكل او المواقف الصعبة. يفضل إظهار للغير انه يايدهم فى الرأى على أن يواجههم يقول الحقيقة. هذا التعامل يكون نتيجة لتربية مبنية على المظاهر الكاذبة. أسرة تسودها عدم التعبير عن الآراء بصراحة وصدق والامانة. النفاق ناتج عن تربية خالية من المواجهة. الطفل او المراهق، لتفادي المواجهة او الخوف من قول الحقيقة يستعين بالكذب. عدم الصراحة في هذه الحالة تكون لتفادي جرح المشاعر وليس الغاية التودد او الحصول على مصلحة. عندما تكون الغاية المصلحة او الحصول الي شيء معين الكذب يكون من بين وسائل النفاق. على الأب او الأم تشجيع الاطفال قول الحقيقة وتعزيز قيم الصدق والامانة مجردة من كل منفعة. الخوف هو السبب الرئيسي الذي يجعل الطفل يكذب. يخاف ان يعاقب اذا قال الحقيقة. ويقدر ذلك باشياء بسيطة. لقد قام بكسر او اتلاف شيئ ثمين في المنزل. يتفادى التكلم عن واقعة في المدرسة، الكذب يكون سببه تفادي العقوبة او البحث عن حب وود الوالدين. هذا التصرف يتطور مع الوقت. المراهق يتودد بالكذب ليكسب حب الاصدقاء. البالغ يتودد ليكسب منصب اواعتراف من طرف رؤسائه. الكذب
يصبح سلوك وتصبح الغاية المنفعة.
مجتمع يسوده النفاق يكون خالياً من قيم الصدق والمحبة لأن كل العلاقات الإنسانية والاجتماعية تكون مبنية على الكذب للمنفعة.
Mme Soleil de la Voix
تعليقات 0